تداعيات احداث الهضبة في محافظة حضرموت (ورقة تقدير موقف)

October 4, 2024 تم النشر في
إصدارات المركز
...

مقدمة :

في أواخر شهر يوليو المنصرم وبعد عدة بيانات تصعيدية أعلنها مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت *، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها محافظة حضرموت بشكل خاص، والجمهورية اليمنية بشكل عام، وفي خضم زيارة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قرر المؤتمر الجامع مقترنا بحلف قبائل حضرموت -وكلاهما يرأسهما الشيخ عمرو بن حبريش- الذهاب إلى تصعيد ميداني في محاولة إيقاف تدفق المحروقات إلى ساحل ووادي حضرموت، وقرروا الشروع في الاحتجاج عن طريق نصب خيام اعتصام في المنطقة المرتفعة الوسطى الواقعة بين ساحل ووادي حضرموت في أعلى الهضبة الجنوبية، والقيام باستحداث نقاط مسلحة للتفتيش والمراقبة من جانب عناصر تابعة لحلف قبائل حضرموت، والهدف منها هو الضغط على أعضاء المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، لغرض تحقيق حزمة من المطالب الأساسية المذكورة في البيانات المنشورة ([1])، وبحسب ما جرى تناقله في وسائل التواصل الاجتماعي المساندة للجامع والحلف فإن الحراك القبلي يهدف أيضا إلى منع تصدير النفط إلى الخارج عبر ميناء ضبة النفطي، على خلفية إشارة بعض الأخبار المنشورة والمسربة بأن هنالك صفقة سياسية بين جماعة الحوثي والسلطة الشرعية تقرر في أحد بنودها السماح بتصدير النفط عبر ميناء ضبة من قِبل الشرعية، وعبر الشيخ عمرو بن حبريش عن رفضه ذلك الإجراء في تصريح له جاء فيه: (المخزون النفطي الحالي في خزانات ميناء ضبة والمسيلة حق من حقوق حضرموت، ولن نتنازل عنه، على أن تسخر كامل قيمته لشراء طاقة كهربائية لحضرموت) [2]، وقد أدى هذا التحرك إلى إرباك في السوق المحلي للمحافظة من حيث ندرة وجود مادة الديزل في بداية الأمر، ومن ثم انقطاع كبير لخدمة الكهرباء على عموم المحافظة، وهذا الأمر جعل السلطة المحلية بالمحافظة تبدو في حالة ضعف وعدم القدرة على الوفاء بالتزاماتها الأساسية تجاه المواطن، وقد أدت هذه الأحداث إلى رفع درجة التوتر السياسي في المحافظة بين السلطة المحلية بقيادة مبخوت بن ماضي، ووكيل أول بتزعمه التحرك القبلي والاحتجاج الميداني ونصب النقاط القبلية على خط المسيلة بالقرب من مقر شركة بترو مسيلة المنتجة للنفط في عموم المحافظة في الوقت الحالي، وقد ظلت الأحداث تتراوح بين شد وجذب بين الطرفين، مع تزايد الأعباء الاقتصادية على المحافظة، وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن مصير هذه التحركات القبلية؟ وما هي أبرز تداعياتها على المحافظة؟ وكيف يمكن رسم المشهد السياسي للمحافظة في الوقت القادم؟ هذا ما سنحاول البحث عنه من خلال هذه الورقة البحثية.

2- سير الأحداث:

في السابع من يوليو المنصرم قرر الوكيل أول في محافظة حضرموت – الشيخ عمرو بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت أن يقوم بعملية احتجاج قبلي مناهض للوضع المعيشي الصعب التي تعيشه البلد، في ظل الزيارة الثانية التي قامها بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ويهدف من ذلك الاجتجاج إلى الضغط على السلطة الشرعية في عدن لأجل زيادة حصة حضرموت من النفط في أي تسوية سياسية قادمة ([3])، وبحسب البيانات التي نشرها حلف القبائل والمؤتمر الجامع ان (المطالب الأساسية) هي الهدف الذي يتم التحرك لأجله، وأن حزمة الإجراءات هدفها الضغط على السلطة الشرعية والحكومة بشكل عام نحو تخفيف المعاناة على المواطن في المحافظة، خصوصا في ظل غموض المشهد السياسي اليمني عامة، وضعف أداء مجلس القيادة الرئاسي من الناحية الخدماتية والاقتصادية بشكل خاص، حيث وصل سعر صرف الريال اليمني مقابل الريال السعودي إلى مستوى غير مسبوق (الريال السعودي يساوي 500 ريال يمني)، وهو النهج الذي اتبعه المجلس الرئاسي منذ فترة طويلة من عمر الأزمة اليمنية، وقد أحدث الاحتجاج القبلي ونصب النقاط على بعض مناطق ساحل حضرموت إرباكًا في سلسلة توريد القواطر إلى محطة الكهرباء في مدينة المكلا، الأمر الذي أدى إلى زيادة معاناة الناس حيث وصلت نسبة انقطاع الكهرباء ما يقارب 8 ساعات من دون كهرباء؛ بمقابل حدود الساعتين فقط فيهما تشغيل متقطع!، وقد أدى هذا الى وقوع بعض الاحتجاجات المدنية في مدينة المكلا في بداية شهر سبتمبر ([4])، الأمر الذي برره البعض بكونه عائدًا إلى مشاكل تقطع وتوصيل للواردات النفطية إلى محطات الكهرباء نتيجة للتقطعات القبلية في منطقة بترو مسيلة، وعند بداية الأحداث في تاريخ 8 أغسطس الماضي دعت السلطة المحلية إلى عقد لقاء تشاوري مع مختلف أطياف محافظة حضرموت من عموم المحافظة للوقوف عند أبرز المشاكل والتحديات التي يعاني منها المواطن، (وقد صرح المحافظ مبخوت بن ماضي عن وجود مصفاة نفطية خاصة في محافظة حضرموت كان قد بدأ الشغل فيها منذ سنة ونصف بحسب الكلمة المنشورة، وقد أضاف المحافظ أن المطالب التي ينادي بها البعض هي مطالب مشروعة ونحن نقف معهم فيها، وإذا سهامكم موجهة لمكانها الصحيح فسهامنا معكم كأخوة لكم، وإذا سهامكم موجهة للسلطة في حضرموت فالله يكفينا شر الفتنة بين الأخ وأخيه) [5]، ومنذ ذلك الحين شهدت محافظة حضرموت زيادة في معدل انقطاع الكهرباء عن ساحل حضرموت الذي بررته إدارة الكهرباء بأن الأمر يعود إلى (عدم وصول أي كمية من وقود التشغيل (الديزل)، وذلك نظرًا لعدم السماح بدخول القواطر الناقلة لشركة بترومسيلة) ([6])، وفي أغسطس الماضي أعلن مجلس القيادة الرئاسي عن لجنة خاصة تم تشكيلها للاستجابة للمطالب الحضرمية،  وتكونت من شخصيات سياسية واجتماعية من داخل المحافظة للنظر في المطالب ([7])، وكان من بين تلك الشخصيات الأستاذ طارق العكبري وزير التربية والتعليم، وهو من يشغل موقع الأمين العام لمؤتمر الجامع المعني بالاحتجاجات، وقد تم التواصل معه بخصوص رأيه في اللجنة الرئاسية، وقد أخبرنا بأنه قد تفاجأ بوجود اسمه في اللجنة المعلنة، وأنه لم يكن لديه أي علم مسبق بها!  ( [8]) وفي خضم ذلك ارتفع سعر الديزل في السوق المحلية إلى ما يقارب 1550 ريال يمني للتر الواحد، وانعدام شبه كامل لمادة البترول (النوع العادي) مع وجود البترول ( السوبر ) الذي بلغت كلفته إلى حين كتابة هذه الورقة (1450) ريال يمني للتر الواحد، واستقرار شبه كامل للكهرباء على حدود ساعتي تشغيل، وساعتي انقطاع بمدينة المكلا، وأما من الناحية السياسية فإن إعلان اللجنة الرئاسية ظل داخل الأدراج، فلم تقم اللجنة بعقد أي لقاء مع السلطة المحلية في المحافظة إلى حين كتابة الورقة، مع ملاحظة أن حلف قبائل حضرموت رفض وجود اللجنة الرئاسية من الأساس، وقرر عدم اللقاء بها بحسب ما نشر على منصات التواصل الاجتماعي  ([9])، أما من الناحية الاجتماعية فقد دعا عمرو بن حبريش إلى المزيد من الضغط على السلطة الشرعية من أجل تحقيق المطالب التي ينادي بها من أعلى الهضبة، وفي أثناء الاعتصامات قامت بعض القبائل الكبيرة في المحافظة بالانضمام إلى حلف قبائل حضرموت وأعلنت تأييدها في مسعاه بحسب البيانات التي صدرت بعد اللقاءات ([10])، ومن أبرز تلك القبائل (قبائل كندة التي يتزعمها الشيخ علي بن هفتان الصيعري الكندي شيخ مشايخ كندة ([11])، والمقدم سالم الغرابي أحد مقادمة الحموم بالديس الشرقية في ساحل حضرموت([12]). وفي تاريخ 31 أغسطس كانت قد عانت مدينة المكلا وعموم ساحل حضرموت من انقطاع طويل للتيار الكهربائي حيث وصل إلى (9 ساعات انقطاع مقابل ساعتي تشغيل) وانعدام شبه كامل لمادة البترول والديزل في عموم المحطات الرسمية، وقد وصل سعر الجالون (20 لترًا) في السوق السوداء بحوالي 50 ألف للجالون الواحد، الأمر الذي أدى إلى موجة احتجاجات غاضبة في بعض مناطق مدينة المكلا، والتي سرعان ما فرقها الأمن عبر إطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، ولم يحدث أي تقدم في ملف الكهرباء إلى اليوم بتاريخ 4- سبتمبر، وقد أعلنت إدارة كهرباء ساحل حضرموت عن عدم وجود ما يكفي من مادة الديزل لتزويد المولدات في المحطات الرسمية بسبب وجود تقطعات في الطريق المؤدي إلى شركة بترومسيلة، وعدم قدرة القواطر للدخول للتعبئة ([13]).

وقد برزت حدة الخلاف بين حلف قبائل حضرموت المتمركزين في هضبة ساحل ووادي حضرموت والسلطة المحلية، من خلال التصريحات التي أطلقها المحافظ بخصوص أن (الأمر ليس متعلقًا بالمطالب وحقوق حضرموت؛ إذ الدولة يجب أن تقوم بمهامها، وأن ملف الكهرباء ومادة الديزل وفارق سعر الديزل ليس بالأمر السهل، حيث تغطى به الكثير من العجوزات في الميزانية العامة للمحافظة في جانب الخدمات وجانب التعليم أيضا).

أبرز نقاط الخلاف بين حلف قبائل حضرموت، والسلطة المحلية:

إن من أبرز نقاط الخلاف بين الحلف والسلطة المحلية بحسب ما يمكن رصده من تصريحات ولقاءات وزيارات هي كالتالي:

1-ملف فارق مادة الديزل المورد من شركة بترومسيلة إلى القطاع العام (الكهرباء) ومحطات البيع العمومية في ساحل ووادي حضرموت، حيث يطالب حلف القبائل بالكشف عن فروقات مادة الديزل الذي تنتجه الشركة والذي يقدر بحوالي 700 ريال للتر الواحد، علما بأن سعر البيع في السوق المحلي يتجاوز 1200 في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي استدعى السلطة المحلية أن تظهر مواضع صرف تلك الفروقات بأنها تصرف على صيانة قطاع الكهرباء بشكل عام، كونها تواجه عجزًا كبيرًا في المحطات التشغيلية يتجاوز 10 مليارات دولار شهريا، وهذا في جانب الكهرباء فقط بحسب تصريحات المحافظ في اجتماع المكتب التنفيذي للمحافظة ([14])، مع ملاحظة أن السلطة المحلية لا تملك غير هذا المصدر النفطي لتغطية النفقات المرتفعة في ظل عدم قدرة الحكومة الشرعية على تصدير النفط إلى الخارج بسبب ضربات الحوثي إلى ميناء ضبة وقنا في أكتوبر 2022، مما جعل البواخر تتحذر من الدخول إلى أحد هذه الموانئ النفطية، وبالتالي تعطيل قدرة الحكومة على الوفاء بما لديها من التزامات تجاه المحافظات المحررة، وعدم قدرتها قبل ذلك عن الرد عسكريا أو أمنيا تجاه ما قام به الحوثي من استهداف للمنشآت النفطية دون أن يكون هنالك أي رد مباشر تجاهه من التحالف أو الشرعية منذ تلك الفترة.

2- ملف المطالب الحقوقية للمحافظة؛ حيث يسعى الحلف بحسب البيانات التي أصدرها إلى تحسين الوضع المعيشي للمواطن في المحافظة من خلال الاستمرار في الاحتجاج ورغبته في استقدام المزيد من شيوخ القبائل كى يتم الضغط على الحكومة الشرعية من اجل الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين من ناحية تحسين الوضع الاقتصادي بشكل عام (وصل سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي بما يقارب واحد دولار بألفي ريال يمني تقريبا) مما يؤدي إلى تراكم الأعباء والحمل الثقيل على المواطن البسيط في الرقعة الجغرافية المحررة.

3-الملف العسكري؛ تسعى قيادة حلف قبائل حضرموت لتوظيف عدد كبير من أبناء القبائل في الشركات النفطية ذات الأجور المرتفعة، وفتح معسكرات جديدة تابعة للحلف وليست من ضمن نطاق المنطقة العسكرية الثانية، وهو الأمر الذي لم توافق عليه السلطة والمنطقة العسكرية الثانية إلى حد الآن.

4-ملف القيادة السياسية؛ يسعى حلف القبائل إلى تولي قيادة المحافظة من جانب الوكيل أول عمرو بن حبريش والوكيل سعيد العمودي لتولي مهام قيادة المحافظة بشكل كامل، وإخراج محافظ المحافظة مبخوت بن ماضي وبعض مساعديه من المشهد السياسي، بحيث يكون الحلف هو المعني الأول بكامل ملفات المحافظة، نظرًا لعدم قدرة السلطة المحلية على إيجاد حلول مستدامة للمشاكل والأزمات التي تمر بها البلاد بشكل عام.

تداعيات أحداث الهضبة على المحافظة:

  • إن أول تأثير للأحداث التي تمر بها المحافظة في الوقت الحالي، هو ازدياد حدة الوضع الاقتصادي بشكل ضخم داخل المحافظة، بسبب ندرة مادة الديزل المتوقف عن المرور نتيجة تقطعات حلف القبائل مما أدى إلى زيادة سعر الديزل في السوق المحلية، حيث تراوح سعر اللتر ما بين 1450 إلى 1500 ريال يمني منذ أن توقفت شركة بترومسيلة عن التوريد، مما جعل جميع أسعار الخضراوات والفواكه تقفز قفزة جنونية في سعر البيع، بالإضافة إلى أن ساعات انقطاع الكهرباء ظلت تتراوح ما بين 10 إلى 20 ساعة في اليوم، فمن المعروف أن مادة الديزل تتحكم في القدرات الزراعية والتوليدية بالمحافظة، مما يفاقم الضغط الاقتصادي الضخم جداً الذي صار على عاتق المواطن، ومن دون أن يكون هنالك أي تدخل، أو خط رجعة، أو حتى إقرار بالتأثير غير المقصود إن أحسنا التوصيف!.
  • التوتر السياسي الذي يكشف حجم الخلاف بين الوكيل أول والمحافظ ، وعضلات السلطة المحلية الضعيفة، إن النتيجة الثانية تأتي في كون حجم التنازع بين الوكيل أول عمرو بن حبريش في المحافظة ورئيس حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية صار كبيرًا، ولا يمكن تطويقه عبر اللجان والبيانات والتصريحات الوردية المسربة في وسائل الإعلام عن المجلس الرئاسي وقراراته القادمة، حيث إن ازياد حدة التوتر بين الطرفين سيلقي بظلاله على كافة المشاريع والخطط في المحافظة في الجانب الخدماتي؛ إذ إن إيقاف توريد الديزل قد جعل قدرات السلطة المحلية تبدو مشلولة وغير قادرة على الحركة، كما إن وقوف الحلف على جولة البيانات والمبيت في الهضبة أوقعها في معركة استنزاف طويلة الأمد، فكلما طال الوقت ظلت السلطة جريحة بلا قدرة على إيجاد سيولة لإكمال ما لديها من مشاريع، كما جعل الحلف يبدو كأنه سيظل مكانه إلى نهاية غير منظورة؛ حيث إن الفارق الذي بينهما مع الزمن سيكون من الصعب ردمه، كما في جانب آخر قد كشف ضعف قدرات السلطة المحلية في احتواء الأمر، وإمساك زمام المبادرة والحل وتوقيف الأمر عند حدة.
  • ازياد دور القبيلة والقبائل وتدخلهم في القضايا السياسية؛ حيث سلكت المحافظة مجددا طريق الاحتجاج عبر تغول دور القبيلة في إنشاء الاحتجاج وأساليبه، فمنذ أن قرر حلف القبائل الذهاب إلى الهضبة وإيقاف قاطرات توريد المشتقات النفطية زاد تدخل القبيلة في الجانب السياسي؛ فمنذ ذلك الحين والنقاط القبلية غير المصرحة قانونيا بدأت تنتشر على طريق الهضبة بين الساحل والوادي، إلى أن وصل الأمر إلى إيجاد أول نقطة قبيلة (شرق المكلا) في المساحة العسكرية التي تتحكم فيها وحدات النخبة الحضرمية التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأول مرة منذ تحريرها من تنظيم القاعدة في بدايات العام 2016م ! مما سيجعل المحافظة تحت وطأة وضغط القبيلة إن قبلت بصفقة سياسية وستحصل بموجبها على امتيازات سياسية وعسكرية من نوع ما.
  • إن ازياد دور القبيلة وضعف وعجز الحكومة المركزية على إيجاد حلول للأزمات الراهنة في المناطق المحررة يزيد من تنامي حدة الغيظ على الدولة بشكل عام، مما يسهم في انهيارها ويساعد في نمو الجماعات الصغيرة المسلحة، خصوصا بعد أن اتهمت قبائل أبين أفرادًا من الأمن باختطاف المقدم عشال وإخفائه دون أثر حتى كتابة هذه الورقة، مما يجعل المجلس الرئاسي يبدو منزوع الدور، ولا قدرة لديه على التعامل مع هكذا أزمات.
  • بل عدة  الماض قبل انبائل قد ادى اقتصادي بشكل ضخم جداً بداخل المحافظة إن التوتر السياسي بين الطرفين والغياب شبه التام لدور النخبة المثقفة والأكاديمية بداخل المحافظة قد أظهر حجم الفراغ الفكري بداخل المحافظة، حيث إن عالم أفكار المحافظة ظل يتراوح بين الحلف قاطع سلاسل التوريد في الهضبة، والسلطة المحلية العاجزة عن تحريك أصابعها في المكلا وسيئون، مما وضع أسئلة كبيرة عما الذي كانت تعمله النخبة مسبقا خلال السنوات الماضية؟ وكيف وصلت إلى هذا المستوى من التشتت والشللية في اتخاذ قرارات يمكنها أن تحسن من وضع المواطن، لا أن تجعله الحلقة الأضعف والأكثر دفعا للفاتورة الباهظة الثمن أساسا؟
  • ان إن الأمر ألأخير متعلق بتوقع انتقال عدوى الاحتجاجات إلى المناطق المحررة الأخرى، حيث إن قبائل أبين قد تزامنت احتجاجاتهم بخصوص مصير المقدم عشال في العاصمة المؤقتة عدن، والذي لا يزال غامضا إلى حد كتابة هذه الورقة، مع بيانات الحلف وزيارة الدكتور العليمي إلى المكلا، ولم تهدأ إلى وقت كتابة هذه الورقة، ومن المتوقع أن تتصاعد حدة الاحتجاجات بشكل عام في بعض المناطق الأخرى؛ نظرًا لضعف قدرات مجلس القيادة الرئاسي وغرقه في توهان انتظار الخارج والرهان على الرضا الدولي، وضعف قدرات الحكومة المركزية في الجانب الأمني، بل تزداد رقعة التفجيرات والاضطرابات الأمنية يوما بعد آخر، مع تراجع شديد في الوضع الاقتصادي الذي يبدو أنه لم يعد ضمن اهتمامات الحكومة في الوقت الحالي.


[1] ) المصدر : بيان منشور على الصفحة الرسمية لمؤتمر حضرموت الجامع على منصة فيس بوك ، 13 يوليو 2024 ، https://www.facebook.com/100064842511871/posts/894643776040365/?rdid=2EXzV61V1syAtSPB

[2] )  المصدر : بيان منشور على الصفحة الرسمية ل حلف قبائل حضرموت ، على منصة فيس بوك ، 31 يوليو 2024

https://www.facebook.com/100064779516729/posts/888009486701694/?rdid=oZcKkkQtfd2V1Gmj

[3] ) بيانات الحلف ، الصفحة الرسمية على فيس بوك ، مصدر سابق

[4] ) رقعة الاحتجاجات تتسع على وضع الكهرباء في مديرية الشحر ، الصفحة الرسمية لحلف قبائل حضرموت على فيس بوك ، 3 سبتمبر ، https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=910354304467212&id=100064779516729&rdid=yk5PV1eQScZ5ow3l

[5] ) للمزيد يمكن مشاهدة الكلمة التي القاها المحافظ في قاعة باعباد ، بمدينة المكلا ، بتاريخ 8 أغسطس ، رابط https://www.youtube.com/watch?si=CgqgCQuIQS25HxYZ&sfnsn=wa&v=bf5pAcHcljc&feature=youtu.be

[6] ) ، المصدر ، الصفحة الرسمية لكهرباء ساحل حضرموت ، بيان بتاريخ ، 27 أغسطس 2024 ، https://www.facebook.com/100064369584166/posts/905199424969035/?rdid=B6TyO8ScDL5RY13s

[7] ) المصدر ، الصفحة الرسمية لمجلس القيادة الرئاسي على فيس بوك، 21 أغسطس 2024 ، https://www.facebook.com/100089271559694/posts/476606205325094/?rdid=ql7FrqSHa5aBLMq6

[8] ) تم الاتصال به عبر الهاتف ، وقد صرح بكونه قد تفاجئ بوجود اسمه على لائحة القرار ، مركز المعرفة للدراسات

[9] ) المصدر : تقرير قناة عدن الفضائية ، رابط اليوتيوب : https://www.youtube.com/watch?v=7OkWexKUjCc&si=yTox2b6pNQ2RMEAt

[10] ) ) بيانات الحلف ، الصفحة الرسمية على فيس بوك ، مصدر سابق

[11] ) المصدر ، بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ، بتاريخ 3 أغسطس 2024 ، https://www.facebook.com/photo.php?fbid=890645696438073&set=a.468181578684489&type=3&mibextid=WC7FNe&rdid=5jsDdXVuILAnz1F2&share_url=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fshare%2FyW7xgdXgL3s9BHu9%2F%3Fmibextid%3DWC7FNe

[12] ) المصدر ، الصفحة الرسمية لقبيلة بيت غراب ، بيان تأييد لحلف قبائل حضرموت ، 13 أغسطس 2024 ، https://www.facebook.com/100069412603055/videos/1548579325785326/?rdid=eVQNxQgEZjtmlVF

[13]) ، الصفحة الرسمية لـ إدارة كهرباء ساحل حضرموت ، مصدر سابق

[14] ) المصدر : تصريحات مبخوت بن ماضي محافظ محافظة حضرموت بأجتماع المكتب التنفيذي بتاريخ  2-9-2024 ، رابط كلمة الاجتماع : https://www.youtube.com/watch?v=LUsEsmFZ4sM من الدقيقة 10.00 إلى 11.50  .

لتنزيل الورقة من هنا