ظاهرة التسول في المجتمع الحضرمي (دارســـة ميدانيـــة على المتسولين والمجتمع في مدينة المكلا محافظة حضرموت – الجمهورية اليمنية)

April 27, 2024 تم النشر في
إصدارات المركز
...

المقدمة

تتعدد الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي توجد في المجتمعات الإنسانية, ولكل مجتمع قضاياه ومسائله ومشاكله التي تنبع من مجموع الظروف المعايشة والمتغيرة, لكن الظواهر الجديرة بالبحث هي تلك التي تعكس ابعادا اجتماعية واقتصادية ونفسية ملفته للنظر بسبب بروزها على السطح أو خروجها عن المألوف الاجتماعي سواء بالنسبة لما هو كائن لما ينبغي أن يكون ,ولهذا تعاني بعض المجتمعات من ظاهرة التسول, وتتزايد نسبة هذه الظاهرة في المجتمعات التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة, ويرتفع فيها معدلات البطالة والقهر الاجتماعي, كما يتخذ التسول أشكالا عديد باختلاف ثقافة وعادات المجتمع.([1])

 تعتبر حضرموت احدى المحافظات اليمنية التي تعاني من زيادة أعداد المتسولين، حيث يؤكد الواقع تزايد اعداد المتسولين في حضرموت من عام إلى آخر، وتعد ظاهرة التسول في حضرموت من الظواهر الأكثر تعقيدا أو تشابكا وذلك بسبب تعدد المتسولين وتعدد أشكال ووسائل التسول وبالرغم من وجود قانون لمكافحة التسول في اليمن إلا أن تطبيقه على أرض الواقع لم يتعدى سوى الإنذار ولم يؤدي الى معالجة تلك الظاهرة بشكل رادع.

لذا يمكن القول إن مسؤولية تفشي وانتشار ظاهرة التسول لا تقع على الفرد فقط، بل على النظام الاجتماعي أيضا حيث نلاحظ أن هذه الظاهرة المرضية لا توجد إلا في مجتمعات يسود فيها التفاوت الاجتماعي والطبقي بين الناس أو تسود قيم اللامبالاة واللامسوؤلية وتدني درجة الوعي في المجتمع.

الفصل الأول: الإطار المنهجي الدراسة:

اهمية الدراسة:

أ) تعد الدراسة الراهنة من الدراسات المهمة والمفيدة من الناحية العلمية إذ يتناول ظاهرة هامة تخص فئة مهمة من فئات المجتمع هم الافراد المتسولين بهدف معرفة العوامل والاثار الاجتماعية والاقتصادية والذاتية المترتبة على التسول بغية الخروج بنتائج وتوصيات يمكن ان تسهم في الحد من هذه الظاهرة السلبية.

ب) تعد ظاهرة التسول في المجتمع إحدى المشكلات الأمنية التي يصاحبه سلوكيات انحرافيه، تؤثر في سلوكيات في استقرار المجتمع، وترفع معدلات الجريمة به، خاصة المرتبطة بالمرأة والأطفال

ج) يعتبر التسول مؤشر لوجود الفقر، كما يكشف عجز مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات الرعاية الاجتماعية لاحتواء الفقراء المحتاجين.

د) قله الدراسات التي أجريت على ظاهرة التسول في حضرموت

هــــ) يعتبر التسول مظهر غير حضاري للمجتمع، فهو من التشوهات الاجتماعية التي توثر على الفرد والمجتمع اجتماعيا واقتصاديا وامنيا، كما يعد انحرافا عن السلوك وخروجا عن العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع الحضرمي

و) استفادة الجهات المسؤولة والمهتمة بظاهرة التسول ومكافحتها كوزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لوضع الخطط الازمة والبرامج الوقائية للحد من هذه الظاهرة،

ي) محاولة وقاية الأسر والمجتمع من المشاكل المترتبة على هذه الظاهرة من حيث وقوعهم في مخاطر انعدام الحماية، أو القيام بمشكلات مع المجتمع المحلي، من ذلك يحاول الباحث ان يضع يده على أهم الأسباب التي قد تساهم في حدوث هذه المشكلات نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أغلب أفراد المجتمع، ستسهم الدراسة بوضع مجموعة من التوصيات والتي بدورها ستساهم في التقليل من مخاطر انعدام الحماية، أو حدوث مشكلات ناتجة عن هذه الظاهرة.

مشكلة الدراسة:

وتعد ظاهرة التسول في مجتمعنا من الظواهر الاجتماعية التي لم تحظ باهتمام الباحثين والمتخصصين في الحقل الاجتماعي والنفسي رغم كونها تمثل موضوعا هاما من الموضوعات الشائكة اليت تعد بمثابة مشكلات اجتماعية لابد من الوقوف عندها والتعمق فيها من أجل فهمها وتفسريها ومن ثم إمكانية معاجلتها، الأمر الذي نبهنا الى وجوب تخصيص دراسة علمية سوسيولوجية نحاول من خلالها تسليط الضوء على هذه الظاهرة في مجتمعنا.

هناك علاقة طردية بين ارتفاع معدلات الفقر, ولجوء الفتيات والأطفال للشارع بحثاً عما يسد رمق جوع أسرهن, وبين ارتفاع نسبة التحرش بهن, ولهذا تعد ظاهرة التسول مصدراً من مصادر التحرش الجنسي بالنساء والأطفال على وجه التحديد, كون هاتين الفئتين أكثر عرضة للاستغلال والابتزاز من قبل ضعاف النفوس وفاقدي الضمير والأخلاق نتيجة استغلال حاجتهم المادية كوسيلة للتحرش, بهم دون وازع أو رداع, ([2])

كما تتمثل مشكلة الدراسة في خطورة هذه الظاهرة على البنية الاجتماعية للمجتمع , وبالتالي فإن هذه الظاهرة تنعكس سلباً في بروز العديد من الأمراض الاجتماعية المرتبطة بهذه الظاهرة التي تتسم بالغموض وصعوبة الحصول على المعلومات التي تفسر بروزها في المجتمع, ومن ابرزها إمكانية استخدام الأطفال في ارتكاب الجرائم المختلفة كترويج المخدرات وتشكيل عصابات إجرامية شبة منظمة وانتهاء بالمشاركة في التنظيمات الإرهابية, ومن الملاحظ تزايد في اعداد المتسولين في محافظة حضرموت مع الخوف من انتشارها بين أفراد المجتمع, يعتبر التسول من المشكلات الاجتماعية المرضية الخطرة التي يعاني منها الفرد والمجتمع في كل مكان ,فانتشار التسول يعد انحرافا عن السلوك وهو أحد أسباب الجنوح والانحراف فضلا عن منافاتها لقيم المجتمع وأخلاقياته في العمل , وخروجا عن العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع، لذا يعد التسول في المجتمع الحضرمي انحرافاً عن جادة الصواب, وعما يقره المجتمع, وذلك لما يصاحبه من ظواهر سلوكية جانحة يتصف بها المتسول  والمرافقون له أو المحيطون به, كما يعد التسول ظاهرة مخالفة لما أمر به الشرع الحكيم, من الحث على العمل في كونه عبادة, والسعي الكريم إلى طلب العيش الشريف.

أهداف الدراسة

هدف عام

  • التوصل الى وضع تصور مقترح يلقي الضوء على اثار ظاهرة التسول على المجتمع الحضرمي والتوصل الى حلول البديلة المقترحة للحد من تلك الظاهرة.

الأهداف الفرعية:

  • دراسة ظاهرة التسول في المجتمع الحضرمي درجة الانتشار والعوامل والأسباب
  • الكشف عن اهم صور واشكال التسول
  • التعرف على الاثار التي أحدثتها مشكلة التسول على الأسر المتسولة وكذلك المجتمع.

تساؤلات الدراسة:

  • ما الأسباب التي أدت الى ممارسة التسول؟
  • ما صور واشكال التسول التي تتخذها هذه الفئات؟
  • ما الآثار التي أحدثتها مشكلة التسول على الأسر المتسولة وكذلك المجتمع.؟
  • ما أهم المعالجات للحد من هذه المشكلة في المجتمع الحضرمي؟

منهجية الدراسة:

- نوع الدراسة:

تعتبر الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية، اذ يتضمن البحث الوصفي تقرير خصائص ظاهرة معينة، وتحديد ابعادها بدقة، حيث يمكن البحث الوصفي من الحصول على معلومات دقيقة تصور الواقع وتسهم في تحليله, الامر الذي يساعد في توضيح مشكلة الدراسة والوصول الى نتائج التي تفسر موضوع الدراسة

منهج الدراسة:

يعتبر منهج المسح الاجتماعي من انسب المناهج استخدما ومناسبة لهذه الدراسة وسوف يتم استخدام المسح الاجتماعي عن طريق المسح الاجتماعي بالعينة العشوائية للأفراد المتسولين في مدينة المكلا.

أدوات جمع البيانات:

تصميم استبانة الدراسة على النحو التالي:
  • استبانة موجه للأفراد المتسولين في مدينة المكلا, كما تضمنت الاستمارة عبارات يتم الإجابة بوضع إشارة أمام أحد الإجابات الموافق عليها المبحوث وقد استخدم مقياس ليكرت الثلاثي والخماسي, والاستمارة تقيس أثر مشكلة التسول على المجتمع الحضرمي وقد ضمت الاستمارة مجموعة من عبارات سعت الدراسة للتعرف على علاقة بالتسول والأسباب و الاثار والحلول لمشكلة التسول، وقد تم صياغة العبارات لتتناسب مع أهداف الدراسة الحالية وطبيعة أفراد العينة، وهذه العبارات ثم صياغتها من قبل الباحث بما يتناسب مع ما يراد قياسه عن موضوع الدراسة.
إجراءات الصدق والثبات:
إجراءات الصدق:

وفي هذه الدراسة تم التأكد من صدق الأداة عن طريق عدة إجراءات وهي كالآتي:

ثبات الأداة:                

* بدء فريق العمل باستخدام العينة الاستطلاعية وتجربتها على (30) متسول ومتسولة   في مديرية المكلا، وهي عينة ثبات وهي خارج عينة الدراسة ولكنها من المجتمع نفسه للتأكد من وضوح الأسئلة لكي تكون سهلة الفهم على المبحوثين وكذلك التعرف إلى أي معلومات أو إضافات أخرى يرونها ضرورية وتم أخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وكذا مدة الإجابة المناسبة على الأداة وطريقة الاستجابة

وتم التحقق من ثبات استبانة الدراسة من خلال حساب معامل الاتساق الداخلي باستخدام معامل ألفا كرونباخ، وذلك على مستوى كل محور بأبعاده وفقراته وعلى المستوى الكلي للأداة، وكانت النتائج كما يوضحها الجدول على النحو التالي.

بلغت (0.88)، وفيما يتعلق بمعاملات ثبات التجانس الداخلي لمحاور أداة الدراسة فجميعها قيم ثبات مرتفعة ومقبولة وتزيد عن الحد الادنى لمعامل الثبات (0.60).

وهذه النتائج تؤكد صلاحية الأداة للتطبيق على عينة الدراسة الأصلية، وبذلك يكون قد تم التأكد من صدق وثبات أداة الدراسة مما يجعلنا على ثقة تامة بصحة الأداة وصلاحيتها في جمع بيانات الدراسة وتحليلها والإجابة على أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها

- الجلسة النقاشية (البؤرية) للجهات التي لها اختصاص في مكافحة التسول ( مكتب الامن بمديرية المكلا-  ممثل اللجان المجتمعية – ممثل منظمات المجتمع المدني  وبعض الخبراء والمتخصصين في علم الاجتماع – الخدمة الاجتماعية.)

حدود الدراسة:

- الحدود الموضوعية: التسول وأثرها على المجتمع الحضرمي.

- الحدود البشرية: الاشخاص الذين يمارسون مهنة التسول حيث بلغت عينة الدراسة (100) متسول متسولة في مدينة المكلا.

- الحدود المكانية: الراهنة فئة المتسولين في مديرية المكلا، واختيرت أهم المناطق التي يتواجد بها أعداد كبيرة من المتسولين.

- الحدود الزمانية: وهي الفترة من بداية إعداد الدراسة في بداية شهر فبراير حتى الانتهاء منها في شهر مارس2024م.

الفصل الثاني: قراءة(اجتماعية) سوسيولوجية عن ظاهرة التسول

أولاً: مفهوم التسول:

في الحقيقة أن ظاهرة التسول ليست مقصورة على مجتمع معين بل هي منتشرة في كل المجتمعات نتيجة الفوارق الطبقية التي مر بها العالم وتقسيماته الى دول غنية وفقيرة ولكنها تختلف في طبيعتها وحجمها وأساليبها وأسبابها من مجتمع لآخر, وقد استقطبت ظاهرة التسول كل فئات الاعمار سواء الشباب وكبار السن والنساء والأطفال وينتشر التسول عادة بين الشرائح الاجتماعية غير المتعلمة، نتيجة عدم ادراك المتسول لمفهوم القيم الاجتماعية ويشكل التسول ظاهرة سلوكية غير مألوفة وخروجا عن العادات التقاليد والقيم السائدة في المجتمع والتي تحث على العمل وبعض الدول تنظر لهذه الظاهرة على أنها جريمة , لأنها تمثل وسيلة غير مشروعة للكسب المادي([3])   

لغة: قال أبو البقاء الكفوري السؤال هو استدعاء معرفة أو ما يؤدي الى معرفة أو ما يؤدي الى المال فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان واليد خليفة له بالكتابة أو بالإشارة واستدعاء المال جوابه على اليد واللسان خليفته لها إما بوعد أو برد. ([4])

اصطلاحاً: يعرف التسول بأنه: ( موقف اجتماعي يخضع فيه المتسول لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوى السببية مما يؤدي إلى ممارسة هذه المهنة، أو السلوك غير المتوافق عليه([5]), ويشير أحد علماء الاجتماع " إلى أن التسول ينشأ من البيئة دون أي تدخل من العمليات والميكانيزمات النفسية وهو يصف المتسولين بأنهم ضحايا ظروف خاصة اتسمت بعدم الاطمئنان والـضمان الاجتمـاعي، لأسباب متعلقة بالانخفاض الشديد لمستوى المعيشة الذين يعيشون في ظله، أو أنهم ضحايا مزيج من هـذا وذاك، ويرى أخر أن التسول " مظهر من مظاهر الخلل الاجتماعي أو شكلاً من أشكال الباثولوجية الاجتماعية.([6])

المتسول: هو الشخص الذي أعتاد الكسب باستجداء الناس بالسؤال المباشر أو عن طريق جمع الصدقات أو التبرعات حيث يتواجد المتسول حول الأماكن مثل المدارس والجامعات ودور العبادة والمستشفيات والأسواق ومواقف المواصلات لطلب الصدقة لأغراض مختلفة مثل العلاج أو السفر الاعانة المعيشية باستخدام أساليب ووسائل احتيالية متنوعة تمكنه من تجميع أكبر قدر من الأموال([7]).

ومما سبق نجد أن العلاقة المشتركة بين المعنى اللغوي و الاصطلاحي للتسول هي: أن المتسول يجمع المال من غير تعب وبذل جهد, وهذا مدعاة إلى استرخاء البطن, كما أن التسول فيه خداع وتزيين وتحسين للفعل القبيح, وهو التسول, فالمتسول يحاول أن يحسن ويزين هذا الفعل ويخدع الاخرين بأخذ أموالهم بداعي الحاجة, كما أن فعل التسول نفسه فيه غواية للمتسول وتضليل.

إجرائياً: مما سبق نستطيع أن نعرف التسول بأنه: امتهان طلب المال من الناس، بأي وسيلة كانت دون مسوغ شرعي.

وهناك العديد من النظريات المفسرة الظاهرة التسول منها: نظرية التفكك الاجتماعي والتي ترى أن تفكك الروابط الاجتماعية بين الافراد في إطار الاسرة والمجتمع هو السبب الحقيقي الكامن وراء ازياد معدلات انحراف وهذا التفسير قد يساعد في فهم التفك الاسري وضعف الروابط الاجتماعية, فمع وجود التفكك الاجتماعي وغياب المؤسسات والنظم الاجتماعية الضابطة للأفراد والجماعات تنتشر العادات المخالفة لقواعد المجتمع ومنها التسول ([8]) وكذلك نظرية التفكك الاسري والتي ترى أن المنحرفين ينتمون في الغالب لأسر تتسم بخصائص معينة مثل كثرة التنقل الاجتماعي, وغياب أحد الوالدين سواء بسبب الانفصال أو الوفاة أو السجن, وممارسة الآباء لبعض العادات السيئة مثل الإدمان وضعف الرقابة الاسرية وسوء القدوة ([9])

ثانياً: أسباب مشكلة التسول:

ان ظاهرة التسول ظاهرة اجتماعية خطيرة ، تهدد المجتمع ، وان اتخاذ التسول مهنة  لجمع المال دليل علي ضعف الثقة بالله تعالي ، الذي ضمن الارزاق لجميع مخلوقاته ، وقد يدفع التسول الشخص الي ارتكاب الجرائم فهو بداية الطريق للسرقة والانحراف,  وهناك العديد من الأسباب جعلت من الفرد يمتهن مهنة التسول حيث تنحصر هذه الاسباب في عـدة محـاور، ویبقـى الهـدف الأساسـي الحصـول علـى المـال حتى لو أصبح المتسول من الأغنياء وبلغ من الكبـر عتیـا فإنـه یبقـى ملازمـا لهـذه المهنـة ولعـل أهـم أسـباب انتشار الظاهرة ما یأتي:

  1.  تدني المستوى المعيشي وتدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار، انتشرت ظاهرة التسول بشكل كبير في محافظة حضرموت وغيرها من المدن اليمنية, ووصلت نسبة الفقر وفق تقديرات رسمية إلى نحو 80%، مقارنة بنحو 49%في آخر عام قبل الحرب التي اشتعلت في اليمن عام 2015، في حين يعاني أكثر من 20 مليون شخص في البلاد من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج 17 مليون شخص إلى مساعدات لتلبية احتياجاتهم اليومية، وفق تقارير الأمم المتحدة, وباتت كلفة الأغذية الأساسية أعلى من أي وقت مضى في اليمن، مع تدهور الاقتصاد وفقدان العملة نسبة كبيرة من قيمتها في ظل بروز تحديات عديدة فرضت المزيد من التعقيدات على استيراد الغذاء، وهو ما يهدد بوقوع ملايين الأشخاص في البلاد التي تعاني من فقر مدقع، في براثن الجوع الشديد.حيث ازدادت نسبة المتسولين في شوارع وأزقة المدينة، وهو ما يؤكده ناشطون في المجالات الاجتماعية والإنسانية, كل ذلك مؤشرات تساعد على التسول ([10])
  2. توقف صرف رواتب الموظفين المدنيين يأتي في طليعة الأسباب التي أدت إلى توسع دائرة الفقر في اليمن، وفي الوقت نفسه أيضا صعوبة الحصول على فرص عمل (البطالة) و يؤكد البنك الدولي أن النشاط الاقتصادي في اليمن يعاني من التأثيرات السلبية للأعمال العدائية، وتوقف الخدمات الأساسية (الكهرباء والاتصالات)، والنقص الحاد في المدخلات، وهو ما تفاقم بسبب الازدواج الضريبي والتشوهات الناجمة عن قرارات السياسة غير المنسقة من قبل السلطتين المتناحرتين في البلاد في المقابل، تسببت الحرب في أوكرانيا في زيادة أسعار السلع الأساسية، وهو ما فاقم التهديدات التي تواجه اليمنيين في الوصول إلى الغذاء في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية بالفعل. كما تعد الازمات والحروب عاملا مؤثرا في تفاقم هذه الظاهرة بسبب ماينتج عنها من اختلالات في ظروف المجتمع وقيمه وعوز اللاجئين وفقرهم المدقع وعدم وجود فرص لتشغيلهم مما يؤول بهم الي ممارسة التسول وأيضا الفقر اذ يعد من عوامل انتشار التسول في المجتمعات الفقيرة فاكثر المتسولين من ضحايا الحروب او من غير القادرين علي الحصول علي لقمة العيش فيقتنعون بكل ما يسد رمقكم ([11])
  3. فقدان المعيل الوحيد لعدد من الأسر مما اضطر بعض العوائل الى امتهان التسول كطريقة وحيدة لكسب لقمة العيش بدلا من الانحراف.
  4. التفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق فهي تعتبر من اهم المؤشرات التي تساعد على تصدع شمل الاسرة ويتدهور وضعها , إذا يكون الأبناء وعلى الأخص الأطفال والمراهقين الأكثر عرضه للتشرد والتسول بعد ان اصبحوا عبئا على أسرهم نتيجة فقدان المعيل([12])
  5. سهولة التسول إذ أن المتسول لا يبذل جهد كبيرا في فعل التسول، وهذا الفعل لا يتطلب مستلزمات، فهو مهنة تدر المال بلا أي مجهود.
  6. عوامل نفسية : تتمثل في العوز والإحباط والحرمان العاطفي واضطرابات نمو الشخصية فهو له تأثير سلبي على شخصية الفرد في البحث عن ما يحقق له الاشباع العاطفي وبالتالي هناك علاقة مابين الحرمان العاطفي وتسول الأبناء بسبب غياب الحوار الاسري وكثرة العلاقات مما تنعكس سلبا على سلوك الأبناء([13] ).

ثالثاً: صور وأشكال التسول:

هناك صور واشكال مختلفة من التسول أهمها: التسول الظاهر وهو التسول المعلن- والتسول المستتر من خلال عرض أشياء او خدمات رمزية مثل مسح زجاج السيارات وبيع بعض البضائع الرخيصة في الشارع – التسول العارض وهو تسول وقتي لعوز طارئ في حالات الطرد من الاسرة أو ضال الطريق او فقدان النقود في السفر – التسول الموسمي هو التسول الوقتي ويمارس فقط في المواسم والمناسبات كم في الأعياد والمناسبات الدينية ورمضان وغيره- التسول الاجباري وهو تسول اضطراري كما في حالات إجبار الأطفال على التسول – التسول الاختياري حيث الاحتراف والجري وراء الكسب – وأخير تسول غير القادر وهو تسول المريض او العاجز أو المتخلف عقلياً ([14])

ويمارس المتسول المحترف فنون التسول من خلال مواهب خاصة تمكنه من التأثير في الاخرين لحثهم على العطاء بما يملكون من مهارات في اختيار المكان والتوقيت وطبيعة من يسألهم ومن لا يسالهم, حيث يعظم من عوائده أو أرباحه ويقلل من تكلفته المتمثلة في الوقت والجهد الذي بيذله في عملية التسول على سبيل المثال ربما يؤدي اختيار مكان ديني الى حصيلة اكثر لأن الناس تكون اكثر استعدادا للعطاء عندما يكونون في موقف ديني ما, او اللجوء الى الأماكن المزدحمة, حيث تزداد احتمالات توافر أناس مستعدين للعطاء بصورة أكبر كلما زاد عدد الناس في المكان, وينظر الى المتسول على انه شخص فقير, غير انه ليس كل متسول فقيرا , وبالطبع ليس كل فقير متسول [15]

ومن ناحية أخرى فأن المتسول فأن المتسول لا يقتصر على الافراد فهناك مؤسسات تتسول الناس في صورة جمع صدقات أو هدايا كما هناك دول تتسول من الدول الأخرى للحصول على المساعدات إما في صورة منح نقدية أو عينة مباشرة, أو في صورة تخفيف أعباء مديونياتها أو تأجيل سداد هذه المديونات التي تستحق عليها وغير ذلك, لذلك فأن التسول ليس عملا فرديا او مؤسسيا , وانما قد يمارس أيضا على المستوى الدولي ([16])

رابعاً: أماكن وجود المتسولين:

ذكرنا آنفا أن التسول هو أمتهان طلب المال من الناس, فأينما وجد الناس وجد المتسولين, ولا يلزم من هذا القول وجود المتسولين, أينما وجد الناس, فقد يخلو مجتمع معين من المتسولين, إنما المراد أنه لا يتصور وجود التسول كظاهرة في مناطق تخلو من الناس, في القديم اقتصرت على أماكن العبادة وفي مواسم الحج( [17])  ولكن في العصر الحديث تعددت أمكان  التسول  وهذا يرجع الى تقدم الحياة وتطورها من حيث وجود الناس , وطبيعة أعمالهم, وأنماط حياتهم, ويمكن القول بأن الأماكن الآتية هي الأكثر ارتياداً بالنسبة للمتسولين, ويكثر فيها المتسولون([18]):

  1. الأماكن العامة المزدحمة.
  2. مواقف السيارات العامة.
  3. الاسواق والاشارات الضوئية.
  4. المساجد وأماكن العبادة.
  5. المحلات التجارية، والمستشفيات، والأماكن السياحية، والترويحية والفنادق.
  6. البنوك ومحلات الصرافة.

ومن خلال الاحصائيات التي تبين التوزيع الجغرافي بالنسبة لحضرموت وجود التسول والمتسولين، وجد أن عاصمة حضرموت (المكلا) وعاصمة حضرموت الوادي والصحراء (سيئون) هما من أكثر المدن وجوداً وانتشاراً للتسول والمتسولين، بحيث لا توجد احصائيات رسمية عن عدد المتسولين، غير أن دراسة أجراها مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل في عام 2009 أشارت إلى أن عدد المتسولين في اليمن يقدر بنحو 1.5 مليون متسول. وأكد الباحثون أن ارتفاع معدلات التسول بصورة مطردة كان نتيجة لاستمرار تدهور المستوى المعيشي لدى غالبية السكان، ولانتشار مشكلات الفقر والبطالة والأمية وكانت تقديرات المجلس الاعلى للأمومة والطفولة ومنظمة اليونسف، إن عدد الاطفال المتسولين في صنعاء يصل الى7 الف  طفل وطفلة في العاصمة صنعاء, وتوضّح دراسة مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل أن هناك نوعين من الدوافع التي تقف وراء اتساع نطاق التسول؛ الأول يكمن في الحاجة بسبب الفقر الدائم وعدم القدرة على العمل وغياب مصادر الدخل الكافية، والثاني يكون بالإكراه الأسري أو لحساب جهة منظمة مقابل مبالغ محددة، إلى جانب الظروف المعيشية الصعبة وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة. ومع ذلك تظل الأرقام والإحصاءات عن أعداد المتسولين تقريبية غيرَ معبّرة عن الحجم المتعاظم للظاهرة.

خامساً: آثار مشكلة التسول:

مما لاشك فيه ان ظاهرة التسول لابد ان تكون لها اثار كبيرة ومتنوعة علي الفرد والمجتمع وذلك للظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمتسول، فلا شك ان ظاهرة التسول عندما تتحول من حاجة يضطر اليها المتسول نتيجة العوز والفقر يسد بها جوعه الي مهنة يزاولها عدد ليس بالقليل من اجل الحصول علي المال دون جهد ، حيث اصبحت لأثارها السلبية العديد من الظاهرات المدمرة للفرد والمجتمع ([19]) ومن الاثار السلبية مايلي :

1) الآثار الاجتماعية:

تترك الاثار الاجتماعية للتسول نمطاً خاصاً في تأثيرها على ظاهرة التسول فهي خارجة من رحم الفقر ومن مسبباته وتشترك في الكثير من مواصفاته الا ان الفرق يكون واضحا بين الفقر كحالة يتعرض لها الفرد بسبب انخفاض مستوى المعيشة وصعوبة معالجتها بسبب العجز المالي وبين المتسول الذي يستغل الفقر كمهنة تدر عليه دخلاً منظماً ومستمراً وبالتالي يجعل المتسول لا يفكر في تركها ومما يؤكد ذلك فشل أكثر الاجراءات الحكومية في مواجهة هذه الظاهرة.

ومن ضمن الاثار الاجتماعية لمشكلة التسول مشاكل الاختطاف فقد يتعرض الكثير من الأطفال إلى الاختطاف بهدف إجبارهم على ممارسة التسول أو الأفعال الغير أخلاقية للحصول على المال، كما قد تتعرض الكثير من النساء والأطفال والفتيات إلى التحرش الجنسي في الطرقات.

وايضاً انتشار الجرائم: والتي لا تقتصر على المتسولين فقط، والذين لا يتوافر لديهم الوعي الكافي بالأحكام الرادعة التي تضعها الدولة للمجرمين، أو المتسولين المخدوعين في إمكانية الهروب من العدالة أو القضاء.

 انتشار التعاملات السلبية: في الغالب تكون أسرة المتسول هي سبب في تنشئته على ظاهرة ممارسة التسول بحكم أن الاسرة تمارس هذا السلوك الغير مقبول اجتماعياً وبالتالي يأخذ هذه الظاهرة على اعتبار أنها مهنة، الأمر الذي يعرضه للتعامل بشكل غير لائق من المواطنين من حوله ، و أن المخاطر التي يسببها التسول على الصعيد الاجتماعي لا تستطيع ان تعالجها الدولة وحدها ولكن اذا كانت الدولة في مثل هكذا قضايا مغيبة ، فأن المشكلة ستزداد استفحالا وتدميرا للنسيج الاجتماعي الذي اصبح اليوم هشا بسبب عوامل كثيرة وربما يصبح التسول الظاهرة التي تقسم ظهر البعير ! .

2) الآثار الصحية:

ومن الملاحظ على هذه الظاهرة أن أعداد كبيرة من المتسولين الموجودين في الشارع مصابون بأمراض معدية وهي قد تكون بسبب البيئة التي يعيش فيها أماكن غير نظيفة مما يزيد من احتمالية إصابتهم بالربو أو الأمراض التنفسية، كما أن أغلبهم لا يهتم بدواعي النظافة الشخصية والتي تحمي من الأمراض المعدية المختلفة مثل: غسل اليدين قبل تناول الطعام، أو الاستحمام أو أكل الطعام الغير نظيف  وغيره , بالإضافة إلى بعض الأمراض الأخرى، مثل: أمراض المعدة، وأمراض القلب، والروماتيزم، وغيرها من الأمراض المضرة على صحتهم الشخصية وصحة المواطنين الذين يتعاملون معهم من خلال إعطائهم الأموال, وكما قد يكون من اثر مشكلة التسول ممارسة للجوانب الغير أخلاقية وبالتالي يصاب المتسول بأمراض  يصعب شفاءها مثل مرض الإيدز وغيرها.

3) الاثار الاقتصادية:

مشكلة التسول تؤثر على  الاقتصاد الوطني حيث تعتمد كل أمة في تقدمها على مواردها البشرية حيث يعد المتسولون طاقة بشرية معطلة و مهدرة لا تساهم في الاقتصاد الوطني بل أنها في بعض الأحيان تكون معطلة للإنتاج حينما تحول التسول الى حرفة لبعض الاسر يحصلون على الأموال منها دون تعب أو جهد و يمثلون عبئ على المجتمع كما أن جهود مكافحة التسول سواء كانت جهوداً شعبية أو حكومية أو حتى أمنية فأنها تحتاج الى تكلفة عالية سواء في العمليات الأمنية المرتبطة بالضغط والتقديم للمحاكمة أو في مراحل المحاكم المختلفة و في أماكن تنفيذ العقوبة مما يكلف المجتمع أموالاً طائلة التي كان  يمكن استخدامها في التنمية الاقتصادية.

وكما أن عملية الرعاية للمتسولين تحتاج بدورها الى ميزانيات وأموال تقطع من ميزانية الدولة والتي كان يمكن أن تنفقها الدولة على التعليم والصحة وتوفير فرص العمل وغيرها من مشاريع تنموية، تسهم في حل كثير من المشاكل الاقتصادية التي تواجه المجتمع والمترتبة على التسول،

بالإضافة أن الأموال المحصلة من التسول فان درجة استفادة الاقتصاد منها ستعتمد بشكل أساسي على كيفية تصرف المتسول فيها ففي الغالب لا يكون المتسول مدخراً، بمعنى انه لا يذهب بأموال التسول لإيداعها في البنك حتى يتسنى تشغيلها في الدورة الاقتصادية وعندما يحدث ذلك فان المتسول يساعد على زيادة التدفق الدائري للدخل من خلال زيادة الحقن الذي يحدث فيه من خلال إعادة حقن ما حصل عليه من أموال في دائرة الانفاق ولكن من الملاحظ أن أموال التسول غالبا ما تتحول الى أموال مكتنزة ومن هذا المنطلق يعد التسول أحد مظاهر التسرب من دورة التدفق الدائري للدخل ,حيث يؤدي الى اثر سلبي على مستوى الانفاق الكلي ([20]) ، غير ان ذلك لا يعفي الدولة بأي حال من الأحوال من التدخل وبشكل قوي للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد حركة النمو الاقتصادي و الاجتماعي فالدولة غائبة غيابا شبه كلي في حل هكذا قضايا .   

4) الاثار النفسية:

يتعرض المتسولين وخاصة النساء والأطفال للكثير من الآثار النفسية بسبب عملهم في التسول، فيتعرضون إلى: العديد من الإهانات، والتي تجعل الطفل يفقد كرامته مع مرور الوقت، كما أنه لا يستطيع بناء مهاراته وشخصيته المستقلة حيث يتعرض الأطفال للكثير من الإساءات بمختلف أشكالها مثل (الاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي، والإساءات اللفظية) وتدني قيمة الذات عند الفرد وعدم احترام الشخص لنفسه، خاصة أنه قد يتعرض للإهانة والنظرة السلبية المستمرة من قبل الأفراد المحيطيين به، كما أن المتسول يقلل من قيمة نفسه عندما يطلب المساعدة من الآخرين، الحالة النفسية السلبية التي يمكن أن يتعرض لها المتسول كفيلة بأن تحوله إلى مريض نفسي معقد، وغير قادر على مواجهة صعوبات الحياة بالعمل والمثابرة.

 يجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر يمكن أن يولد الشعور بالكراهية المطلقة والعدوانية في قلب المتسولين تجاه المجتمع، مما سيؤثر بالسلب عليهم ويقلل من تفاعلهم مع المجتمعات من حولهم، أو سينشأ عدد كبير من المجرمين الذين يصعب السيطرة عليهم بسبب العدوانية الموجود داخلهم.

لانستطيع الهروب من حقيقة كون شريحة كبيرة من المتسولين من الأطفال صغار السن، والذين يُستخدمون بغرض استعطاف الناس لمنحهم المال، الأمر الذي يضرهم بشكل كبير، ويصبحوا أفراداً غير قادرين على مواكبة طفولتهم أو أي نوع من الأنشطة الحيوية، وعند كبرهم سيشكلون قوة عمل معطلة تمتهن التسول، ويرجع ذلك للإساءة الكبيرة التي يتعرض لها أولئك الأطفال في الصغر، من إهانة لفظية، أو جسدية، أو جنسية، ولا يمكن الإنكار أن عدد من مريضي النفس، يستهدفون الأطفال المتسولين في الشارع بغرض الاغتصاب أو التحرش أو الشذوذ، الأمر الذي ينشأ لنا أطفال غير قادرين على بناء حياة جديدة مع شركاء آخرين بسبب العقد النفسية التي تكونت بداخلهم منذ الصغر، علاوة على أن الأطفال المتسولين لا يلتحقون بالمدارس في البلاد، وذلك لعدة أسباب، منها:

  • زرع التفكير المادي في عقل الطفل منذ الصغر، والذي ينص على أن أهم ما يجب عليه فعله هو جمع الأموال.
  • عدم استخراج وثائق اثبات الميلاد للأطفال، الأمر الذي أكد عليه مكتب الأحوال المدنية بالمديرية(المكلا) وهو أن عدد كبير من الأطفال المتسولين(خصوصا فئة المهمشين) لا يملكون شهادات ميلاد، أي أنهم غير محسوبين من ضمن أفراد الدولة، مما يزيد من شعورهم بالمهانة.([21])

الفصل الثالث : عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية:

أولا: عرض خصائص عينة الدراسة:

نستعرض نتائج التحليل الإحصائي لاستجابة أفراد عينة الدراسة على المتغيرات الشخصية والديمغرافية؛ وذلك من خلال عرض وتحليل إجاباتهم المتمثلة في التكرارات والنسب المئوية لكل فئة من فئات متغيرات الدراسة، ويمكن عرض ووصف وتحليل نتائج إجابات أفراد عينة الدراسة كما يلي:

جدول (1) يوضح الخصائص الديمغرافية لعينة الدارسة.

المتغيرالفئاتالعددالنسبة المئوية%
الجنسذكر3535%
انثى6565%
المجموع100 
العمرأقل من 10سنوات66%
من 10سنوات الى 18 سنه2020%
من 19سنه الى 27سنه1818%
من 28 سنه الى 36سنه3030%
من 37سنه الى  45سنه2020%
من 46سنه فأكثر66%
المجموع100 
التعليمأمي1515%
يقرأ ويكتب4040%
أساسي3030%
ثانوي1515%
المجموع100 
الحالة الاجتماعيةأعزب3636%
متزوج3030%
مطلق1515%
أرمل2020%
المجموع100 
نوع المجتمع المنتمي اليهالمجتمع المضيف3030%
نازحين4242%
مهمشين1515%
اللاجئين1313%
المجموع100 
مخيم2525%
منزل شعبي4040%
في ضيافة الأقارب1212%
أخرى(على الرصيف في الشارع)2323%
المجموع100 
عدد سنوات التسولمن1سنه إلى 3سنوات4848%
من4سنوات إلى 6سنوات3636%
من 7سنوات الى 10سنوات1212%
من11سنة فأكثر44%
المجموع100 

تبين نتائج الجدول أن معظم أفراد عينة الدراسة هم من الاناث بنسبة بلغت (65%)، بينما نسبة الذكور بلغت (35%).

في حين بينت نتائج الجدول أن النسبة الأكثر من عينة الدراسة تتراوح أعمارهم ما بين 28-36سنه بنسبة بلغت (30%) وتليها الفئة التي أعمارهم تتراوح ما بين 10-18 سنة بنسبة بلغت (20%)

 اما حالة التعليم لأفراد عينة الدراسة فقد توزعت النسب على فئات المتغير بنسب متقاربة الا أن اغلب العينة كانت حالة تعليمهم كان في الفئات (أساسي - يقرأ ويكتب) بنسبة بلغت حوالي (70%)

وكما بينت نتائج الجدول بان الحالة الاجتماعية لأفراد العينة هم من فئة (متزوج) بنسبة بلغت (30%) وتليها فئة أعزب بنسبة بلغت (36%) وفئة أرمل بنسبة بلغت (20%) وفي الأخيرة فئة مطلق بنسبة بلغت (15%).

 وبالنسبة للمجتمع المنتمي اليه المتسولين فقد أشارت النتائج الى النسبة الأعلى للنازحين حيث بلغت نسبتهم (42%) ومن ثم تليها المجتمع المضيف بنسبة بلغت (30%) ومن ثم تليها فئة المهمشين بنسبة بلغت (15%)، واللاجئين بنسبة بلغت (13%).

أما نوع السكن للفئة المتسولة فقد كانت اعلى نسبة بما يقارب نصف العينة في مساكن شعبية (40%) ويليها في أخرى: على الرصيف في الشارع بنسبه (23%) ويليها في مخيمات (25%)، وفي الأخير في ضيافة الأقارب (12%).

وفيما يتعلق بعدد سنوات التسول فقد أشارت النتائج إلى أن ما نسبته (48%) من افراد عينة الدراسة سنوات تسولهم من 1سنوات الى 3سنوات وتليها من 4سنه الى 6سنوات بنسبه (36%) ومن ثم فئة من 7-10سنوات بنسبة بلغت (12%).

ثانياً: طرق وأساليب التسول:

قد يستخدم المتسول أكثر من أسلوب في ممارسته لهذه الظاهرة ولهذا فأن الاختيار متعدد للمبحوثين واحتسبت النسب من إجمالي عدد الإجابات البالغ عددها 150 اجابة:

جدول (2) يوضح طرق وأساليب التسول

مالعبارةالعددالنسبة
1اظهار الحاجة مثل البكاء او الادعاء بانه عابر سبيل ضاع او نفذ ماله2030%
2انتحال بعض الامراض والعاهات الغير حقيقية  والخداع والتمويه كاستخدام مستحضرات التجميل812% 
3التظاهر بالخلل العقلي1116.5% 
4اصطحاب الاطفال الذين يعانون من خلل وإعاقة1928.5% 
5استئجار الاطفال من الاسر بمقابل مادي وعمل عاهة مصطنعة1218% 
6اظهار وثائق وصكوك لحوادث او وصفات طبية او فواتير ........3045% 
 المجموع150  

بينت نتائج الاستبيان بأن أغلبية المتسولين يمارسون التسول بطريقة وأسلوب وهي اظهار وثائق وصكوك لحوادث او وصفات طبية او فواتير بنسبة بلغت (45%) اظهار الحاجة مثل البكاء او الادعاء بانه عابر سبيل ضاع او نفذ ماله وتليها طريقة أو أسلوب بنسبة بلغت (30%) من اجمالي عينة الدارسة، وتليها اصطحاب الاطفال الذين يعانون من خلل وإعاقة بنسبة (28.5%) واستجار الأطفال من الاسر بمقابل مادي وعمل عاهة مصطنعة  بنسبة بلغت (18%) من اجمالي عينة الدارسة.

ثالثاً: الاسر والتسول:

قد تكون علاقة الفرد الذي يمارس مهنة التسول لها علاقة بعوامل أخرى دفعته لممارسة التسول وقد اختار المبحوثين العامل الذي كان الدفع الرئيسي لممارستهم هذه المهنة .

جدول (3) يوضح علاقة الاسرة بالتسول

الفقرةعدد التكرارات
نعملا
العددالنسبةالعددالنسبة
يوجد احد غيرك من افراد الأسرة يمارس التسول6868%2727%
احد ابويك متوفي5252%4848%
تعمل في هذه المهنة ضمن شبكة يديرها شخص او اشخاص2525%7575%
اسرتك تعلم انك تعمل في هذا المهنة8383%1717%
اسرتك تعرف انك تعمل ضمن شبكة تسول1919%7979%
اسرتك تتقاضي مبلغ مالي من ادارة الشبكة66%9494%

أشارت  نتائج الاستبيان  بأن  الافراد المتسولين لا يمارسون التسول كحالات منفردة  وانما يمارسونها مع افراد الاسرة  حيث بلغت نسبة ذلك من اجمالي عينة الدارسة 68%,في حين الذين يمارسون التسول والاسرة على علم بأن احد افرادها يمارس التسول حيث بلغت النسبة 83% من أجمالي عينة الدارسة , أما بالنسبة لشبكات التسول المنظمة فقد بينت نتائج الاستبيان بأن94% من اجمالي عينة الدارسة لا يمارسون هذه المهنة ضمن شبكة وانما مع افراد الاسرة أو بمفردهم بينما الذين يمارسون التسول ضمن شبكة فقد بلغت نسبتهم 25% ، أما الذين اسرهم على علم انهم يعملون ضمن شبكة تمتهن مهنة التسول فقد كانت نسبتهم ( 19%) من عينة الدراسة. وقد بينت نتائج الدراسة ان 6% من أسر المتسولين تتقاضي أسرهم مبلغ مالي من إدارة شبكة التسول التي تستغل ابنها.

رابعاً: أسباب التسول:

جدول (4) يوضح أسباب التسول

مالعباراتالاختيار
تنطبق علي دائماًتنطبق علي أحيانالا تنطبق علي ابدا
العددالنسبةالعددالنسبةالعددالنسبة
1الفقر وسوء الوضع المعيشي7878%1212%1010%
2باعتباره مهنة4646%2020%4434%
3لعدم وجود عمل (بطالة)8787%88%44%
4من اجل جمع أكبر قدر ممكن من المال لتصبح غنياً1515%1515%7070%
5سهولة جمع المال عبر التسول فهي مهنة لا تحتاج راس مال6060%2525%1515%
6عدم القدرة على العمل وجود اعاقة3131%1111%5858%
7تمارس التسول نتيجة فقدان معيل الأسرة3232%2020%4848%
8التفكك الاسري (الطلاق ،  مشاكل بين الابوين )4848%2727%2525%
9تتعاطي المخدرات والمسكرات والقات والتدخين مما دفعك لامتهان التسول3737%1313%5050%
10انخفاض مستوى الدخل وانهيار قيمة العملة الوطنية8181%1919%00
11غلاء إيجارات المساكن5353%2424%2323%
12عمليات التهجير القسري (النزوح) اعمال العنف الطائفي التي ابقت الكثير من العائلات من دون معيل2020%3535%4545%
13غلاء اسعار العمليات الجراحية والأدوية الطبية7070%1515%1515%
  • إن أفراد عينة الدراسة يوافقون على معظم اسباب التسول  وقد كانت موافقتهم عليها بنسب متفاوتة، حيث اشارت النتائج  إلى أن انخفاض مستوى الدخل وانهيار قيمة العملة الوطنية  حصل على أعلى نسبة موافقة بلغت (81%) من اجمالي أفراد عينة الدراسة، ويليه في المرتبة الثانية  الفقر وسوء الوضع المعيشي وكذلك أيضا غلاء أسعار العمليات الجراحية والأدوية الطبية  بنسبة موافقة بلغت (70%)، ويليه يمارس التسول باعتبارها مهنة بنسبة بلغت (60%) ثم غلاء ايجار المساكن  بنسبة 53% والتفكك الاسري والطلاق  بنسبة 48% وكذلك تعاطي المخدرات والقات بلغت بنسبة (37%)

خامساً: الآثار التي أحدثتها مشكلة التسول في محافظة حضرموت:

للإجابة على هذا التساؤل للدراسة تم حساب التكرارات والنسب المئوية لاستجابات افراد عينة الدراسة حول الآثار التي أحدثتها مشكلة التسول على المجتمع الحضرمي. والجدول التالي يوضح النتائج التي أسفرت عنها المعالجات الإحصائية

جدول (5) الاثار التي أحدثتها مشكلة التسول في محافظة حضرموت

مالفقراتالاختيار
موافقالى حدماغير موافق
العددالنسبةالعددالنسبةالعددالنسبةالعددالنسبة
1التأثير على مشاريع التنمية للمجتمع7575%1515%1010%
2انحراف وجنوح الأطفال (الأحداث )5353%1313%3443%
3زيادة ظاهرة السرقة8585%1010%55%
4زيادة ظاهرة الاختطاف4747%2020%3333%
5زيادة ظاهرة التحرش  والاستغلال الجنسي6363%1313%2424%

تبين نتائج الجدول رقم (7) أنّ المتوسط العام لإجابات أفراد العينة حول محور الآثار التي أحدثتها مشكلة التسول على المجتمع الحضرمي وذلك من وجهة نظر المتسولين كان بدرجة متوسطة بوسط حسابي بلغ (2.11)، وبانحراف معياري بلغت قيمته (0.32) يدل على أنّ آراء الأفراد كانت متسقة ومتقاربة ومتجانسة تجاه عبارات المحور، وبوزن نسبي عام متوسط يشير إلى أنّ نسبة (70.45%) من إجمالي أفراد عينة الدراسة يوافقون على الآثار التي أحدثتها مشكلة التسول على المجتمع الحضرمي.

  • أما بالنسبة للآثار التي أحدثتها مشكلة التسول على المجتمع الحضرمي من وجهة نظر المتسولين منفردة فقد أظهرت النتائج أن أفراد عينة الدراسة يوافقون بدرجة عالية على الآثار الآتية مرتبة تنازلياً: -

زيادة ظاهرة السرقة بنسبة بلغت (85%) وتليها التأثير على مشاريع التنمية في المجتمع بنسبة بلغت (75%) وتليها زيادة ظاهرة التحرش والاستغلال الجنسي بنسبة بلغت (63%) ومن ثم انحراف جنوح الاحداث (الأطفال)  بنسبة بلغت (53%)

سادساً الحلول المقترحة

تنوعت اراء افراد العينة حلول الحلول الممكنة للقضاء على ظاهرة التسول حيث تم طرح عليهم سؤال ماهي الحلول المقترحة للقضاء على هذه الظاهرة من وجهة نظركم تم حساب التكرارات والنسب المئوية لاستجابات افراد عينة الدراسة حول الحلول المقترحة لعلاج هذه الظاهرة ، والجدول التالي يوضح النتائج التي أسفرت عنها المعالجات الإحصائية

شكل البياني التالي يوضح الحلول المقترحة من عينة الدراسة للحد مشكلة التسول:

أشارت نتائج الاستبيان أن أهم الحلول التي تراها الفئة المستهدفة للدارسة لمعالجة مشكلة التسول مرتبة تنازلياً: التي يوافق عليها اغلبية عينة الدراسة موافقة شديدة: هي:

 ا) توفير فرص عمل بنسبة بلغت (96%)

 2) تأهيل المتسولين مما يكسبهم مهنة بنسبة (80%)

(3) كفالة الايتام والفقراء والمساكين (73%)

(4) نشر الوعي الديني للحث على العمل (70%)

() حث أئمة المساجد على التوعية من ظاهرة التسول ومنع ممارستها في المساجد (63% )

(5) توفير ضمان صحي وتعليمي لجميع افراد المجتمع  (60%)

() توفير ضمان اجتماعي كافي خاصة لمن لا يستطيع العمل وكبار السن(54%)

 (6) تثقيف المجتمع تجاه ظاهرة التسول وحث الدولة والمجتمع للقيام بدورهم تجاه هذه الشريحة(43%).

(7) الاهتمام بالحالة النفسية والاجتماعية للمتسول سواء داخل مراكز إعادة التربية أو الرعاية تعتبر من الحلول التي يوافق عليها الفئة المستهدفة بنسبة بلغت 39%

() إيجاد عقوبات صارمة على من يمارس مهنة التسول و تشريع قوانين لدعم الاسر كثيرة العدد ( 34% )

(7) قيام السلطات بحصر عدد المتسولين وتحديد أماكنهم تعتبر من الحلول التي يوافق عليها الفئة المستهدفة بنسبة بلغت 31%.

سابعاً: نتائج الدراسة:

أشارت نتائج تحليل الاستبانة الى تزايد في عدد المتسولين من الرضع وحتى المسنين, ويتنوع المتسولين الذين لا يكاد يخلو شارع منهم في عاصمة محافظة حضرموت( المكلا) وغيرها من المدن في حضرموت فالظاهرة تزداد انتشاراً على الرغم من  الحملات الأمنية ووجود المساعدات الإغاثية, وعلى الرغم من ذلك لعدم توافر أرقام رسمية عن أعداد المتسولين في اليمن عامة وحضرموت خاصةً الا أن نتائج تحليل الاستبيان تؤكد أن المتسولين في تزايد مستمر لممارسة هذه المهنة وخصوصاً في فئة الأطفال والنساء لكونها فئة مستضعفة من اجل استعطاف الناس, كما بينت نتائج تحليل الاستبيان أن النسبة الأكثر من عينة الدراسة تتراوح أعمارهم ما بين 82-36 بنسبة بلغت (42.78%) وتليها الفئة التي أعمارهم تتراوح ما بين 10- 18 سنة بنسبة بلغت (20%). ويكثر التسول في أوساط النساء خصوصاٍ الذين تتراوح أعمارهن ما بين (26- 36سنه) وهي فئة عمرية متوسطة وقادرة على العمل. 

بينت نتائج تحليل الاستبيان بأن فئة النازحين هم الفئة الغالبة في التسول وذلك  أن معظم المتسولين  يعيشون في منازلهم الخاصة في المحافظات التي نزحوا منها, وبعد عملية النزوح اضطروا إلى استئجار بيوت في المناطق التي نزحوا اليها, وقد اختلف مقدار إيجار السكن بحسب نوع وحجم السكن, مما أضاف أعباء اقتصادية أكبر, ومعاناة إضافية إلى معاناة النزوح من بيوتهم, كما بينت نتائج تحليل الاستبيان بأن فئة المجتمع المضيف بدأت تكثر أعدادها في ممارسة هذه المهنة وهذا يعطي مؤشر سلبي للمجتمع المحلي, ولذلك نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وتردي الأوضاع وعدم توفر الاعمال (البطالة).. أفادت الدراسة أن الذين يسكنون منزل شعبي نسبتهم 40% أما (23%) يسكنون في الطرقات وفي المساكن غير المكتملة وعند المساجد، وأما بقية النازحين تم إسكانهم في مخيمات النازحين التي تم إنشاؤها من قبل المنظمات الدولية بنسبة 25% من إجمالي عينة الدراسة، حيث تخصص غرفة واحدة لكل أسرة نازحة مهما كان عدد أفرادها، ويعيش النازحون في هذه المخيمات، في ظروف صعبة لكونها تفتقر الى معظم مقومات الحياة.

أوضحت الدراسة أن نسبة 48% من إجمالي عينة الدراسة يمارسون التسول لفترة ما بين (سنه الى 4سنوات) وتليها فترة التسول (4- 6 سنوات) بنسبة 36%، وهذه فترات تترك أثار سيئة على المجتمع والمتسول نفسه مما قد يشكل ظواهر سلبية أخرى ناتجة عن هذه الممارسات وهذا يعيق برامج التنمية في البلاد.

بما أن التسول اتخذته بعض الاسر وسيلة لكسب المال بسهولة ولا علاقة له بالحاجة المادية أو الظروف الاقتصادية، بالتالي حاولنا التعرف على طبيعة المحيط الاسري الذي ينتمي اليه المتسول وفي أطار المقابلات التي أجريناها حول علاقة المتسول بالأسرة , قد تمكنا من خلالها وضع تصنيفات لطبيعة المحيط الاسري ونشير هنا أننا ركزنا على أن نتائج تحليل الاستبيان قد بينت لجوء المتسول الى أسلوب استدرار العطف باستخدام الأطفال في كثير من الأحيان، وبذا توكد نتائج الاستبيان بأن التسول ليس ظاهرة فردية وإنما جماعية مع العائلة أو مع شبكة  لأن كل منطقة يكون هناك شخص مسئول يقف وراء توزيع هؤلاء المتسولين ويحصل منهم على حصة من إيراد التسول اليومي, ونستطيع القول أن ظاهرة التسول تبقى من الظواهر التي تهدد أمن المجتمع واستقراره، وذلك لأن الاسرة هي نواة المجتمع فحين تعمل الاسرة على دفع أبنائها لممارسة هذه الظاهرة فيترتب عليها انحراف الأطفال (مشكلة جنوح الاحداث) وممكن أن نقول بأن حدث اليوم هو مجرم الغد.

من ذلك ممكن نستنتج: بأن الفقر من المشاكل الاجتماعية التي لها أثرها في عرقلة التنمية الشاملة للمجتمع والتي تستدعي التدخل الفاعل والراشد للهيئات الحكومية للتقليل من حدته ولتفادي آثاره الغير المرغوب فيها، والتي تمس مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية ولاسيما نحن نعيش اليوم في واقع لا يخلو من الظواهر السلبية أين يمكن أن ندرج ظاهرة التسول كواحدة منها باعتبارها هي نتاج الفقر, ونشير في هذا الشأن الى أن هناك عوامل أخرى عديدة تساهم كل منها بقسط فتؤدي بالفرد الى انتهاج سلوكيات سلبية, حيث أن مشكلة البطالة والعجز المادي يشكل ضغطاً على المتسولين والذي أثر عليهم سلباً من حيث اختياره لممارسة التسول كبديل للحصول على المال في ظل عدم حصوله على عمل مستقر مما جعل الكثير من ارباب الاسر أن يمارس هذا الظاهرة على اعتبار انها مهنة, ويُعدّ الفقر والبطالة أبرز سببين لتفشي ظاهرة التسول، وفي ظل التزايد الكبير لأعداد المتسولين، نستطيع أن نحدد نوعان من المتسولين؛ الأول، من أجبرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة التي أنتجتها الحرب، على مد أياديهم إلى الغير، أما النوع الآخر، فهم الذين جعلوا من التسول مهنة أساسية لكسب النقود. كما يسهم أيضا التراجع في التضامن الاجتماعي والعائلي وضعف الانصياع لنسق القيم والمعايير الاجتماعية وفشل سلطة القانون في الحيلولة دون انتشار السلوكيات المنحرفة.

اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، يعيش الملايين من اليمنيين في أوضاع صعبة، ونسبة كبيرة منهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من الغذاء والدواء ولو ليوم واحد، بحسب تلك التقديرات, من ذلك اشارت نتائج تحليل الاستبيان بأن التسول يعد ظاهره اجتماعية خطيره تهدد استقرار وتماسك وتطور المجتمع كونها تعمل على هدر طاقات المجتمع البشرية إذ أنها تحول شريحه من الناس إلى عاطلين عن العمل والإنتاج، وتكتفي بما تحصل عليه من مساعدات, وتؤكد على شدة الضرر الشخصي والاجتماعي بالنسبة للفتيات المتسولات في سن الشباب، حيث يتعرضن للتحرش بنوعيه اللفظي والجسدي.

نتائج ومخرجات حلقة النقاش  :

وكما بينت نتائج الحلقة النقاشية(الجلسة البؤرية ) التي أجريت مع المختصين سواء في المكاتب الحكومية او ممثل المنظمات المحلية او المختصين في علم الاجتماع  ([22]) أفادوا بأن مشكلة التسول تعتبر من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع بشكل كبير، وهي تحظى بالاهتمام من قبل علماء الاجتماع، ويعزو البعض ظهور هذه المشكلة إلى الفقر والبطالة وغياب فرص العمل، في حين يرى آخرون أنها ناتجة عن عدم توفر خدمات اجتماعية كافية للفئات الأكثر احتياجًا والاسر المتضررة من الازمة, ويؤكد المختصين في علم الاجتماع أن التسول يؤدي إلى تدهور صحة المجتمع، حيث يزيد من انتشار الأمراض الاجتماعي منها: وجود مشكلات اسرية مثل الطلاق, وارتفاع نسبة البطالة. والتأثير على التنمية الوطنية بشكل سلبي,  وارتفاع معدّلات السرقة والجرائم, التسرب من المدارس حيث يدفع التسوّل الأطفال إلى التسرّب من المدارس لعدم مقدرتهم على التوفيق بين الدراسة وممارستهم للتسوّل، ممّا يؤدّي إلى تدنّي تحصيلهم العلمي وتركهم للمدرسة لاحقاً, مخاطر الانحراف يُؤثّر التسوّل على شريحة الأطفال والنساء بشكل أكبر من غيرهم ويجعلهم أكثر عرضة للانحراف والإجرام بكافة أشكاله، وممارستهم سلوكيات لها أضرار خطيرة على المجتمع؛ كالإدمان، والتدخين، وغيرها من الممارسات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور المجتمع, التعرض للحوادث يلجأ الأطفال وكبار السن إلى التجوّل في الطرقات وبين المركبات لممارسة التسوّل وسؤال السائقين عن المال، لذلك يكونون عرضةً لحوادث الدهس بشكلٍ كبير,  التشرد في الشوارع يتشرّد الكثير من الأطفال والبالغين الذين يُمارسون التسوّل في الشوارع، حيث يعتادون على النوم في الساحات العامة، والحدائق، والمتنزهات، ويتّخذونها مأوى لهم.

في حين أضافت الجهات المختصة سواء مكاتب وزارة الداخلية (الأمن والشرطة) ومندوب اللجان المجتمعية  بساحل حضرموت الى إن التسول يعد من الظواهر الممقوتة والبغيضة، باعتباره وسيلة كسب سهلة غير مشروعة تفرز أفراداً من مختلف الفئات العمرية يكونون عالة على المجتمع، ويسهمون في ضعفه وهوانه وتقديم صورة سيئة عنه، اضافة لآثارها السلبية على المجتمع في مختلف المجالات والأصعدة من ذلك السرقة والاختطاف.

 وكما أفادت نتائج الحلقة النقاشية حيث يرى المتخصصين في علم الاجتماع والجهات المختصة بأن حل مشكلة التسول يكون من خلال:

  1. العمل على زيادة التمويل للمشاريع التي تُساعد على الحدّ من ظاهرة التسول  ويكون ذلك عن طريق:
  2. تكاتف الجهود منظمات المجتمع المدني والبحث عن مشاريع مستدامة تستوعب اعداد كبيرة من الاسر الفقيرة والمحتاجة مثلا مشروع المشاغل الخياطة بأن تجتمع اكثر من منظمة في فتح هذا المشروع الكبير الذي يستوعب اكبر عدد من المستفيدين لتلك الاسر .
  3.  طريقة الاختيار ووضع المعايير بـأن تتناسب مع الفئة المستهدفة الأشد ضعفا وأيضا قياس الأثر للمشروع بعد التمكين في سوق العمل.
  4. المراقبة والمتابعة من قبل السلطة المحلية ومكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للمنظمات المجتمع المدني في تنفيذ المشاريع واختيار الفئات وقياس اثر المشروع.
  5. إنشاء دار الايواء للفتيات المعرضات للعنف بأنواعه والعمل على التأهيل والتدريب والتمكين لهن.
  6. إعادة فتح دار الاحداث بحيث يقوم بعملية التنشئة الاجتماعية السليمة للمعرضين للجنوح ولهذا على السلطة المحلية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأن يجعلوا من اهتماماتهم الأولى إعادة فتح هذه الدار مما تجعل وقاية لهؤلاء الاحداث من التمادي في الجنوح والتعرض لمخاطر الحماية .
  7. تشجيع الأفراد على العمل والكسب بدلاً من التفكير بالتسوّل أو اللجوء إليه كحلٍّ لمشكلة الفقر والحاجة,
  8. التوعية بمخاطر ظاهرة التسول، وأثرها السلبيّ في المجتمع والأفراد عبر المحاضرات والندوات، وتوعية الوالدين في الأسرة على عدم تُشجيع أطفالهم على تلك الظاهرة.

وأضاف مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة حضرموت(الساحل) بأن لا تزال ظاهرة "التسول" بالمحافظة، حاضرة في الأسواق وإشارات المرور وأمام المساجد، وانتقالها الى المنازل والطرق في بعض الأحيان، فيما تبلغ ذروتها في شهر رمضان المبارك والأعياد، رغم الجهود المبذولة لمكافحتها والقضاء عليها، لتلافي آثارها السلبية على المجتمع.

وكما وضح الأستاذ المشارك (صلاح مدشل) بأن ظاهرة التسول تحمل في معناها البعد السياسي لهذا فأن هذه ظاهرة تشكل حيزا على هامش التجمعات البشرية المبنية على قانون البقاء للأقوى والاستمرارية للأصلح، في غياب ترابط وتضامن القوى المكونة لهذا المجتمع. فوفقا لهذا المناخ ترسم هذه الظاهرة لوحات خزي بأشكال وألوان من البراءة والسذاجة أحيانا، والمكر والحيلة أحيانا أخرى. إما بدافع الإكراه والضرورة أو الاختيار والخبث.

وكما أكد المسؤول في اللجان المجتمعية أيضا بأن أهم الحلول تجاه هذه الظاهرة من خلال التشبيك والتنسيق مع الجهات المختصة من منظمات المجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة، ومن خلال التوعية والتثقيف المجتمعي حول الظاهرة عبر وسائل الاعلام المختلفة ، عمل البرامج والأنشطة المجتمعية الهادفة لمساعدة الاسر المتضررة من الازمة والوقوف الى جانبهم، إدارة حالة الأطفال المتضررين من الظاهرة وتحويلهم للخدمات والعمل على برنامج شبكة الأمان الاجتماعي بهدف التخفيف من الآثار السلبية لتطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وحماية غير القادرين على الكسب من خلال تقديم الإعانات النقدية المباشرة وتوفير البنية التحتية المادية والاجتماعية للأشخاص المتضررين من الازمة والاسر الأكثر احتياجاً ، وتوفير فرص العمل من خلال تنفيذ المشروعات ..

واكدت الخبيرة الاجتماعية أستاذ الدكتورة فتحية باحشوان ان التوجه من خلال اللجان المعنية في وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية، سيخدم الدولة ويرفع سقف الرقابة نظرا لقدرة الأجهزة الأمنية على المهمة من خلال الامكانات المتاحة عكس الموظف المدني بالشؤون الاجتماعية., وأضافت ان تطور أساليب المتسولين فاق انظمة المكافحة، وبالتالي أصبح الدور الفعلي منوطا بالأجهزة الأمنية، لافتا الى ان محافظة حضرموت وتحديدا في (المكلا – سيئون) الاكثر رواجا للمتسولين بحكم حيوية ومناطق اقتصادية وتجارية، مرجعا سبب تفاقم الازمة الى تعاطف الناس مع المتسول حتى لو لم يظهر احتياله، وكذلك كثرة الوافدين، مؤكدا ان أكثر من 60% من المتسولين "ليسوا من حضرموت".

وكما ذكر المختصين في حلقة النقاش(الجلسة البؤرية) بأن اهم المعوقات التي تحد من مكافحة ظاهرة التسول في حضرموت:

  1. عدم وجود إستراتيجية متكاملة على المستوى الرسمي لمكافحة ظاهرة التسول وعدم تخصيص ميزانية مستقلة لمكافحة ظاهرة التسول.
  2. التساهل في قانون عقوبات التسول وغياب التنسيق بين الجهات المسئولة عن مكافحة ظاهرة التسول.
  3. قصور دور وسائل الاعلام المختلفة في التعامل مع ظاهرة التسول  
  4. عدم الوعي الكافي لدى المواطنين تجاه ظاهرة التسول نتيجة التعاطف مع المتسولين بوازع ديني.
  5. قصور الضمان الاجتماعي ودور الجمعيات الخيرية في الحد من ظاهرة التسول.
  6. عدم وجود مكاتب متخصصة تابعة لوزارة الداخلية لمكافحة التسول في كل منطقة وتركيز المكافحة على أماكن معينة وبخاصة عند المصارف والبنوك والمساجد.

التوصيات والمعالجات

  • هدفت الدراسة الحالية الى صياغة مجموعة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها ان تسهم في تحسين نوعية الجهود الاصلية والحكومية التي يبذلها المجتمع الحضرمي لمواجهة ظاهرة التسول واختزال آثارها والحد من انعكاساتها السلبية على النظم الاجتماعية السائدة في المجتمع, +وأن جهود الدولة وحدها غير كافية لمحاربة هذه الظاهرة والحد من تفاقمها وإنما لابد من تظافر جهود المجتمع ككل بما يملك من مؤسسات من أجل تفعيل أدوات الضبط الاجتماعي  بدءاً من الاسرة  التي تمثل المؤسسة الأولى المسؤولة عن تنشئة الأفراد تنشئة سليمة يصبحون من خلالها قادرين في المستقبل على المساهمة في بناء المجتمع وتنميته بالإضافة الى دور مؤسسات التربية والتعليم ومختلف المؤسسات الإعلامية  التي من شأنها محاربة مثل هذه الظواهر السلبية  التي تهدد أمن المجتمع من خلال نشر الوعي السليم الذي يمنع الفرد من انتهاج سلوكيات سلبية, فالوعي بماهية الظاهرة وخطورتها والعواقب التي تترتب عليها من شأنه رفع رقابة الفرد لذاته فيمتنع عما هو مخالف لدينه وقيمه والمعايير السائدة في مجتمعه.
  • يجب علي الدولة ان تسن قوانين ولوائح للحد من ظاهرة التسول لمعاقبة المتسولين الذين يتسولون من اجل جمع المال والاحتيال علي الناس  وتشويه اخلاق المجتمع وأيضا ابعاد المتسولين المحتاجين عن مهنة التسول من خلال توجيههم وتوعيتهم وإيجاد فرص عمل لهم وإشراك جميع الوزرات ذات الصلة في قضايا التسول لوضع سياسات التسول وتنفيذها، من خلال مراقبة حركة المتسولين  في المحافظة وفق مواثيق السياسة الوطنية للتسول في اليمن.( في قانون الجرائم والعقوبات اليمني، خُصّص الباب السابع من القانون لتجريم التسول، حيث نصت المادة 203 : "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسول في أي مكان إذا كان لديه أو في إمكانه الحصول على وسائل مشروعة للتعيش، وتكون العقوبة الحبس الذي لا يزيد عن سنة إذا رافق الفعل التهديد أو ادعاء عاهة أو اصطحاب طفل صغير.
  • تفعيل علاقة المجالس المحلية والجان المجتمعية بالإحياء والمديريات بالمحافظة بمراكز الشرطة والامن بالمديريات وتزويدها بالإحصائيات وتحدثيها وتزويدها بالمشاكل واحتياجات المتسولين.
  • بينت نتائج الدراسة أن من الأسباب الهامة لظهور وانتشار ظاهرة التسول افقر وتدني المستويات الاقتصادية لكثير من الاسر، فإن الامر يقتضي معالجة جذرية لمشكلة الفقر وتحقيق نسبة من التنمية الاقتصادية للأسرة الفقيرة والمناطق المختلفة سواء حضرية أو ريفية وذلك عن طريق التخطيط العلمي لتوفير الاستقرار المادي والضمان الاجتماعي لتلك الاسر عن طريق:
  • إیجـاد بـرامج تحمـي الأطفـال مـن الإسـاءة والاسـتغلال وتأمين حمايتهم بمـا يقتضي مفهـوم الرعاية والحـق فـي البقـاء ونمـاء الأطفـال وهـذه المسؤولية مشـتركة بـین جميع أقطـاب المعادلـة بمـا يشمل الدولة والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والأسر أنفسهم.
  • مشروعات الأسر المنتجة لتمويل الأسر الفقيرة وبالتالي تحويلها الى خلايا إنتاجية، مما يؤدي الى زيادة دخلها ورفع مستوى معيشتها.
  • انشاء مراكز التدريب المهني والحرفي الإنمائي لإعادة وتأهيل المتسولين ليصبحوا طاقات منتجة وتوفير فرص عمل وتشغيلهم في القطاعات المختلفة.
  • لما كانت نتائج الدراسة الميدانية قد أشارت الى عدم وعي المواطنين بخطورة ظاهرة التسول والاثار السلبية المترتبة عليها سواء على الفرد أو الاسرة أو المجتمع المحلي أو المجتمع القومي لذا كان من الضروري الاهتمام بالتخطيط الإعلامي وهذا يتطلب ضرورة توفير تغطية قصوى تشمل غالبية المواطنين لتكوين رأي عام قوي حول هذه الظاهرة ويجب أن يوفر التخطيط الإعلامي معلومات كافية عن هذه الظاهرة ومدى انتشارها  في الريف والحضر ونماذج واقعي لبعض المتسولين ومشكلاتهم ,
  • أهمية دور خطباء المساجد في التوعية الاجتماعية والتعاضد والتكافل الاجتماعي بدلا من الفتاوي التي لاتسمن ولا تغني من جوع ،  وبدلا من الترويج للحكومات والمليشيات المتناحرة ,اعداد برامج التوعية الدينية ، وتوضيح امثل الطرق لدفع أموال الزكاة للراغبين في إخراجها ، وأيضا قيام رجال الوعظ والإرشاد الديني بالتوعية بدور العبادة والحث علي العمل والرزق الحلال  ، وتصحيح المفهوم الخاطئ والذي يربط بين الصدقات وبين العطاء الذي يشجع علي التسول .

لتنزيل الورقة البحثية من هنا

المراجع والمصادر:


[1] ) سكينة أحمد محمد هاشم , مشكلة التسول في المجتمع اليمني والمتغيرات الشخصية والاجتماعية المرتبطة بها – دراسة في محيط الخدمة الاجتماعية ,مجلة بحوث ودراسات تربوية, جامعة صنعاء, العدد6, د,ت, ص171

[2]) بسمة توفيق، بعد توسع رقعة الفقر في اليمن: التحرش أبرز نتاجات التسول (مقالة في صحيفة الأيام, 9/يناير 2023م).

[3] ) حمزة جمال , الاسرة المفككة وعلاقتها بخصائص وسمات شخصية المتسول , مجلة دراسات اجتماعية السنة(23) العدد (87) مصر,  2010, ص64

[4] ) سعيد زيوش , ظاهرة التسول بين الاحتياج والاحتيال، مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الشلف,الجزائر,2014م,ص16

[5] ) عادل الشرحبي، تقرير دراسة سوسيو انثربولوجية عن التسول في العاصمة صنعاء، مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل ,2003م،

 ص 12

[6] ) فيليب عطية، امراض الفقر، المشكلات الصحية في العالم الثالث، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، الكويت، الكتاب رقم 116, 1992, ص25

[7] ) عزت ملوك قناوي حسن، الاثار الاقتصادية والاجتماعية لظاهرة التسول في مصر خلال الفترة (2000- 2016م)، المجلة العلوم الاقتصادية والإدارية والقانونية، العدد الأول، المجلد الأول، مارس 2017م، ص64

[8] ) عبدالعزيز الفايز,  الابعاد الأمنية لظاهرة التسول في المجتمع السعودي :دراسة مسحية بمدينة الرياض .جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , الرياض السعودية,2004م, ص88

[9] ) علي شتا, المتسولين وبرامج رعايتهم في الدول النامية, (المكتبة المصرية , الإسكندرية , مصر ,2004م ), ص158

[10] ) سكينة احمد محمد هاشم ، مشكلة التسول في المجتمع اليمني والمتغيرات الشخصية والاجتماعية المرتبطة بها ، دراسة في محيط الخدمة الاجتماعية ،مجلة بحوث ودراسات تربوية ،العدد السادس ، د، ت. ص181

[11] ) روان علي المؤازرة، لبني مخلد العضايلة ، تسول الأطفال في الأردن ، دراسة ميدانية علي مركز رعاية وتاهيل المتسولين ،مؤتة للبحوث والدراسات ، سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ، المجلد الرابع والثلاتون ، العدد الرابع ، 2019.ص189

[12] ) هالة إبراهيم الجرواني , التنشئة الاجتماعية ومشكلات الطفولة (جامعة ام القرى ,2011م) ص27

[13] ) زينب هاشم عبود, العوامل الاجتماعية لظاهرة التسول وسبل معالجتها من وجهة نظر أستاذة الجامعات: دراسة ميدانية في مدينة بغداد, مجلة آداب المستنصرية ,العدد88, 2019م, ص345

[14] ) عطا المنان , ظاهرة التسول بين الحاجة والامتهان ,( الشركة العالمية للطباعة , الخرطوم, السودان,2009) ص27

[15] ) قاسم الدباغ , اثر التسول في انحراف الأطفال بالعراق ,مجلة دراسات اجتماعية ,بيت الحكمة , العدد 26, بغداد , العراق, 2011م , ص 24

[16] ) عيد البقمى,  ,ظاهرة التسول في مدينة الرياض, رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة الملك سعود, السعودية ,2009, ص114

[17] ) علي بن الحسن الاصفهاني، تحقيق: سمير جابر، الاغاني ط2(بيروت، دار الفكر للنشر والتوزيع, 1966م) ، ص113.

[18] ) مها المور، الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للمتسولين في الاردن، رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية، كلية الآداب ،2002،،ص123

[19] ) نادية عبد المجيد ميلاد الرقيعي ، ظاهرة التسول الأسباب والاثار الاجتماعية ، دراسة تحليلية ، مجلة الأستاذ ، العدد 24، 2023,ص62

[20] ) عزت ملوك قناوي حسن، الاثار الاقتصادية والاجتماعية لظاهرة التسول في مصر خلال الفترة (2000- 2016م)، المجلة العلوم الاقتصادية والإدارية والقانونية، العدد الأول، المجلد الأول، مارس 2017م ، ص66

[21] ) مقابلة أحد الموظفين بمكتب الأحوال المدنية والسجل المدني بالمكلا، بتاريخ 2/2/2024م

[22] ) مع المختصين وهم:

  • فتحية محمد باحشوان                أستاذ علم الاجتماع بجامعة حضرموت / اليمن
  • صلاح علي مدشل                     أستاذ مشارك  فلسفة الاخلاق
  • -           غنية محمد بن عبدالله               أستاذ التعليم العالي علم الاجتماع الجنائي جامعة مرسلي عبدالله/ ولاية تيبازة /الجزائر
  • فتحية حسين مفتاح                    ماجستير علم اجتماع أكاديمية الدراسات العليا –الاكاديمية الليبية (طرابلس)
  • -                                                    مندوب اللجان المجتمعية  بالساحل /حضرموت
  • -                                                   مدير مكتب المدير لشرطة وأمن المكلا
  • -                                                 منظمات المجتمع المدني